كثر الحديث منذ حدوث الهجوم الارهابي على احد النزل بمدينة سوسة عن هوية منفذ هذا الهجوم الجبان و الغادر. و قد تأكد فيما بعد ان هذا الارهابي يدعى سيف الدين الرزقي وهو أعزب و من موالديد سنة 1992 أصيل معتمدية قعفور من ولاية سليانة. تحول لمزاولة دراسته العليا في مدينة القيروان سنة 2011 و تحديدا بالمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا اختصاص إلكترونيك واتوماتيك حيث تحصل على الإجازة سنة 2014.  قبل ان يقرر مواصلة الدراسة في نفس المعهد العالي قصد الحصول على الماجيستير. في الاثناء و كبقية الطلبة المرسمين في المؤسسات الجامعية بولاية القيروان و القاطنين بها خاصة في المنازل الخاصة اختار هذا الارهابي السكن في احد احياء المدينة صحبة عدد من زملائه و تحديدا في حي « القرقابية» وسط مدينة القيروان, حيث اكتروا طابقا سفليا من منزل أعده مالكه خصيصا لكرائه للطلبة منذ زمن بعيد وفق شهادات الجيران, اما الطابق العلوي فهو لعدد اخر من الطلبة. « التونسية» زارت الحي و سجلت عدة استنتاجات وفقا للثلاث شهادات المختلفة التي سمعناها من الجيران.
احد الجيران قال لنا عند زيارتنا للحي الذي يقطنه ان الامن داهم المنزل عقب التعرف على هويته بعد تنفيذ العملية الارهابية و قام بتفتيشه. و اشار محدثنا الى انه لا و لم يشاهد عند هذا الارهابي أية ملامح او سلوك خارجة عن الصورة العادية لطالب مؤكدا ان حياته كانت عادية جدا, مضيفا انه لم يشاهده مرتديا للزي المعروف به التيار الديني المتشدد كما انه لا يملك لحية كثيفة و كان عاديا في كل شيء. و ختم محدثنا كلامه معنا بان كل سكان الحي فوجئوا بالخبر نظرا لعلاقة الاحترام التي كانت تربط كل الطلبة الذين يقطنون في المنزل بالسكان وأخلاقهم التي يتعاملون بها كما ان تحركاتهم كانت عادية جدا وفق تعبيره.
رجل آخر يقع منزله بجانب المنزل « المشبوه» قال إن هؤلاء ملتحين و يشاهدهم دائما يلبسون ما يسمى بـ «القميص» و علاقته بهم لا تتعدى حدود التحية فقط . كما ذكر هذا الرجل ان هناك مسجدا صغيرا محاذيا  للمنزل لكنهم لم يؤموه أبدا. مضيفا انه قد تكون هذه خطة منهم لابعاد الشكوك من حولهم خاصة و ان باب المنزل العلوي دائما مغلق و لا ترى الا احدهم و في يده خبزة او « حكة هريسة» فهو الوحيد الذي يدخل و يخرج المنزل باستمرار و بصفة غير عادية. 
امرأة اخرى من سكان الحي قالت انها كانت تشاهدهم دائما في الحي و يتبادلون معها التحيّة و هناك علاقة احترام بينهم و بين كل السكان خاصة و انهم طلبة و لهم مستوى علمي يجعلهم محترمين حسب تعبيرها. كما اعترفت بانهم يترددون على هذا المسجد باستمرار.
اما الشهادة الاخرى المهة فقد كانت لرجل ( من ابناء الحي ) عندما قال :«توجهت الى المسجد لاداء الصلاة فوجدته مغلقا على غير العادة باعتباره دائما مفتوحا فحولت وجهتي نحو مسجد اخر و عندما كنت في طريق العودة الى المنزل سمعت نقاشا و حديثا يصدر من هذا المسجد فولجته بالقوة عندئذ وجدته هو و مجموعة اخرى من الشباب فصحت في وجوههم و طلبت منهم المغادرة و قلت لهم انه مسجد للصلاة و ليس مكانا للاجتماع».  
مع الاشارة الى ان هذا الحي الذي يوجد به المنزل المشبوه شهد يوم امس تدفقا كبيرا للعديد من وسائل الاعلام التونسية و كذلك الاجنبية التي سجلت تصريحات الجيران وصوّرت المنزل.
 عبد المجيد الجبيلي  
 
El Fehem © 2014.جميع الحقوق محفوظة. بدعم من عرب ويب
Top